النصح لأبناء المسلمين وبناتهم
كذلك أيضاً: على المعلم والمعلمة أن ينصحا لأبناء المسلمين وبناتهم، وذلك برعاية المشاعر ومحاولة المعلم أن يكون معلماً ناجحاً من خلال الطريقة والأسلوب في جذب الأبناء، وكذلك المعلمة من حيث الطريقة والأسلوب في جذب البنات، ولا يخفى على الجميع أن العصر الذي يعيش فيه الناس عصرٌ مختلف عن العصور التي تقدمت ومضت، الناس اليوم في زخم من مشاغل الدنيا وشواغلها، وقلَّ أن تجد أباً يتفرغ لأبنائه، وقل أن تجد أماً تتفرغ لبناتها، فينبغي علينا أن ننظر إلى هؤلاء الصغار خاصة إلى القلوب البريئة من الصغار، ألا نعاملهم بالعنف؛ لأننا ننظر إلى أنهم فقدوا كثيراً من جوانب التربية وأصبحت حالة الناس اليوم في كثرة المشاغل والشواغل، حتى قد تجد بعض الأخيار قد لا يستطيع أن يُربي أولاده من ضيق الوقت، فينبغي علينا أن نشعر بهذا الإحساس، وأن الأبناء قد فقدوا جوانب كثيرة من التربية، فلا تنظر إليهم بالبيئة التي نشأت فيها، حينما كانت الأم تمسح على رأس ابنها، ولا يفارق سواده سوادها، وكان الأب يراقب الابن في كل كلمة وحركة، ومع من يمشي وإلى أين يذهب، شتان ما بين العصرين والواقعين، فينبغي على المعلم وعلى المعلمة أن ينظروا إلى هذا العصر من خلال هذه الأمور التي يعيشها كثير من الأبناء والبنات، فإذا أدركوا ذلك فقد أحسنوا التصرف في هذه الأمور، فإذا وجدوا الطفل يتصرف تصرفاً شاذاً بسبب ما حوله من قرناء السوء، أو كانت بيئته بيئة جهل، أو بيئة يغلب عليها الجهل ينبغي أن يتعامل معها بما يليق، وأن يتعامل معه بما يليق، وأن تتعامل المعلمة مع أمثال هؤلاء بما يليق.
كذلك أيضاً: ينبغي عليه ألا يخلوا العلم عن التربية، فإن أبناء المسلمين وبناتهم كما هم محتاجون للعلم كمادة فإنهم يحتاجون إلى التربية، فالتربية أن تكون قدوة في تعليمك، بالابتسامة والآداب الفاضلة والأخلاق الزاكية، التي تُنبئ وتدل على شرف ما تحمله من العلم النافع حتى ولو كان من علوم الدنيا، فإن الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة جبلت النفوس على حبها وحب أهلها، وإذا كان المعلم أو المعلمة محبوبة، ووضع الله له القبول، فإن الله ينفع بعلمه وتعليمه ولو كان من أمور الدنيا.
كذلك أيضاً: هناك أمر ينبغي التنبه له في مسألة التعامل مع الأبناء والبنات في التصرفات الشاذة، فإن الأبناء الصغار يحدثون التشويش واللغط، فينبغي في هذه الحالة أن يكون المعلم والمعلمة وسطاً بين الإفراط والتفريط، حزماً بدون عنف، ليناً بدون ضعف، ينبغي حزم الأمور ووضعها في نصابها، مما ينبغي على المعلم أن يراعيه: الأمانة في حفظ وقت المحاضرة والحصة ويؤدي ذلك على أتم الوجوب وأكمله، وينتظر الثواب من الله سبحانه وتعالى، ويبرئ ذمته في الواجب والمسئولية المناطة به، فلا يتخلف ولا يتأخر ولا يسند ذلك على وجه تضيع به أبناء المسلمين أو بناتهم، إذا كانت المعلمة تدمن الغياب، والمعلم يدمن الغياب، ضاعت الحقوق والواجبات، وضيعت الأمانات، وللابن وللبنت في التعليم حظ منك، هذه الساعة التي هي محاضرة أو حصة قد تستهين بها ولكنها شيءٌ كبير؛ لأنه هرم ينبني عليه التعليم، وإذا فقد هذه الساعة فاعلم أنها ستؤثر على تحصيله في كليته أو جامعته، فالله الله ينبغي أن يشعر المعلم بالأمانة وألا يضيع وقت المحاضرة أو وقت الحصة، والخروج عن المقصود يكون المعلم مناط به تعليم مادة فتجده يضيع الوقت في الترهات أو يضيع الوقت في القصص والحكايات، فيخرج الأبناء دون نتيجة ويخرج الطلاب ضاحكين مستبشرين من اللهو واللعب، ولكن قد دمرت حياتهم بسبب هذا الجهل الذي فات عليهم تحصيل العلم الذي يزول به ذلك الجهل، فينبغي على المعلم أن يتقي الله وأن يعلم أن هذا الوقت أمانة ومسئولية يستفرغ كاملاً في التوجيه والتعليم مهما كلفه الأمر، وعليه أن يعلم أنه إذا نصح وغيب في قلبه إرادة النصح إن الله يعينه ويسدده.